برنامج الوعي التأميني

الوعي التأميني أولاً وأخيراً

       

كثيرة هي الأسئلة التي تُطرح من قبل العديد من الأخوة العمال حول كيفية الاشتراك بالتأمينات الاجتماعية وفوائده. ويروي بعض العمال ما يحصل في المنشأة التي يعملون فيها في أوقات الزيارات التي يقوم بها مفتشو التأمينات الاجتماعية إلى منشآتهم، حيث يتوارون عن الأنظار تارة بالاختباء، - بضغط من صاحب المنشأة- وتارة بالادعاء بأنهم زوار وليسوا عمالاً.

وحين تسألهم لماذا كل هذه الأمور ومفتشي التأمينات ما هم إلا موظفين مهتمين بأوضاعكم وإنصافكم، وما التأمينات الاجتماعية إلا أمان وضمان لكم ولأسركم.وتحتار أمام البعض الآخر من العمال، الذين يشتكون من الظلم الذي يلحق بهم بسبب عدم انضمامهم للتأمينات.

وتصدمنا الإجابة! فهي حيناً تكون بسبب / صاحب العمل / نفسه الذي يهدد العامل بتسريحه، وحيناً آخر يظن الغالب منهم أن التأمينات ما هي إلا ضريبة تثقل كاهل أصحاب العمل، ودون أن يترتب عليها أي فائدة للعامل بحسب رأيهم.

ومن هنا أجد أنه لزاماً علينا التأكيد دائماً عبر مجلتنا على الوعي التأميني، والشرح مطولاً عن الخدمات التي تقوم بها المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية في خدمة العمل التأميني، والتي يعتبر دورها ريادياً وفعالاً في المجتمع السوري من خلال خدماتها الكثيرة التي تتجلى أولاً في تأمين الراتب التقاعدي للعامل إضافة إلى التعويضات الأخرى مثل تعويض إصابة العمل أو العجز الدائم أو المؤقت، والمعونة اليومية، وعلاج المصابين داخل وخارج القطر. الأمر الذي يجعل العامل المشترك لدى التأمينات الاجتماعية يؤمن على مستقبله ومستقبل أسرته من جهة، ويخفف الأعباء عن أصحاب العمل في تحمل تكاليف إصابات العمل من جهة أخرى في حال اشتراكهم عن عمالهم.

ولأن الخدمات والمهام التي تقوم بها المؤسسة مجهولة للكثيرين، وما تزال بعيدة بعض الشيء عن الضوء والإعلام العام- وهذا ما نلمسه أحياناً كما سبق وتحدثنا من خلال تساؤل بعض الأخوة العمال عن حقوقهم الضائعة وجهلهم لماهية العمل التأميني- كونه يمثل الداعم الأكبر للعمل التأميني من خلال توفير هذا الوعي لطرفي الإنتاج معاً "العامل وصاحب العمل"، والتعريف بأهمية الانضواء تحت المظلة التأمينية التي تضمن الحقوق التأمينية بعد الاشتراك من قبل الطرفين معاً.

ومن هنا، انطلقنا في رسالتنا الإعلامية التأمينية، نسعى بكل صدق وشفافية وموضوعية، لإزالة أي لبس، وعرض المعلومات والأنظمة والقوانين التي تهم العمال وأصحاب العمل على حد سواء، والمتضمنة الرد على الأسئلة المطروحة. وكذلك الاستفسارات المطلوبة، بهدف توعية كافة الأطراف بفائدة العمل التأميني، والتعريف بالحقوق والواجبات المترتبة على صاحب العمل والعامل والمؤسسة معاً.

لهذا فإن التأمينات الاجتماعية تمثل دعامة أساسية من دعائم التنمية الاجتماعية في المجتمع، فمن خلال دورها الإنساني في تأمين الحماية والرعاية لأبناء المجتمع، وعبر أنظمتها الفاعلة التي تعمل على رفع معدلات الإنتاج الوطني، فإنها تعمل على تحقيق معدل نمو للدخل القومي، إضافة إلى توفير الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.

وتسعى المؤسسة دائماً إلى تطوير أنظمتها وأدائها نحو الأفضل، والارتقاء بالعمل التأميني بما يضمن حماية المجتمع ونموه. ولعل اتجاه المؤسسة نحو استثمار فائض أموالها في مشروعات استثمارية آمنة، ما هو إلا خطوة شجاعة نحو زيادة في رأس المال لصناديق التأمينات، يؤدي إلى مزيد من المزايا التي يمكن أن تقدم للعمال وأفراد أسرهم.

ونحن إذ ندعو جميع العمال للاشتراك في التأمينات الاجتماعية، فإننا ندعو أصحاب العمل أيضاً للاشتراك عن أنفسهم، وعن عمالهم لتأمين مستقبل أفضل وآمن للجميع. وبخاصة أنه أصبح بمقدور صاحب العمل أن يشترك بالتأمينات عن نفسه اختيارياً بعد أن كان القانون سابقاً يستثنيه من الاشتراك.

 

 



أضف تعليق
* الاسم:
بريدك الإلكتروني:
* عنوان التعليق :
* نص التعليق :
حرف متبقي